قناة بنما‘‘ النجاح الذي حققه الفرنسيون في إنشاء قناة السويس دفعهم إلي السعي وراء حلم جديد بربط المحيط الاطلنطى بالمحيط الهادي وذلك عبر إنشاء قناة تشق اليابسة و تصل بين المحيطين، بدأ التفكير في المشروع وجرت المفاضلة بين إنشاء القناة في بنما او انشائها في نيكاراجوا، رجحت الأصوات انشاء القناة الوليدة في بنما، وبدأ العمل عام 1880 وبعد إنفاق 260.000.000 $ ووفاة مايقارب من 22.000 شخص لم يكتمل العمل وإنتهي حلم الفرنسيين في انشاء القناة.
حفر قناة بنما
طبيعة تضاريس بنما
النجاح الذي حققه الفرنسيون في حفر قناة السويس لم يكن نجاح هندسي بالمقام الأول، لأن الحفر تم في أرض صحراوية رملية مستوية لايوجد بها اي تحديات هندسة معقدة، لكن في بنما الأمر يختلف الأرض مرتفعة عن منسوب المياه ارتفاع كبير و طبيعة بنما الاستوائية كبيئة حاضنة للأمراض الاستوائية كالملاريا والحمى الصفراء والأمطار الغزيرة، باﻹضافة إلي طبيعة الأراضي الصخرية ومرور الانقسام القاري ( continental divide ) بها وارتفاع تضاريسه الى 110 متر فوق مستوى سطح البحر ادي الي وجود العديد من العقبات التي تحتاج إلى التغلب عليها.
صعوبة إنشاء قناة بمستوى سطح البحر في بنما
في بداية العمل كان المخطط هو حفر قناة بمستوى سطح البحر يكون عمقها 9 أمتار، ومع حلول عام 1885 وبعد سنوات من العمل أصبح واضحا لدى الكثيرين صعوبة إنشاء القناة بتلك الطريقة والأفضل هو قناة مرتفعة ولها أهوسة تعمل على رفع السفن إليها، في أكتوبر عام 1887 تم اعتماد خطة جديدة لإنشاء القناة عرفت ب lock canal يتم فيها رفع السفن بواسطة الاهوسة إلي مستوي سطح الأرض في بنما، بحلول ذلك الوقت ارتفع عدد الوفيات بالاضافة إلي الخسائر المالية والهندسية الناتجة من الفيضانات والانهيارات الطينية المتكررة، كل تلك التحديات أدت إلي إفلاس الشركة في 15 مايو عام 1889 وتم تعليق العمل بعد ثماني سنوات من العمل وإنفاق 234.8 مليون دولار وإنجاز خمسي القناة.
![]() |
الطبيعة الصخرية لبنما |
إنشاء شركة جديدة للقناة
إنشاء لجنة القناة (Isthmian Canal Commission)
في عام 1899 تم إنشاء لجنة تابعة للكونجرس لدراسة إمكانية إنشاء قناة بأمريكا الوسطى وفي عام 1901 أوصت اللجنة أنه ينبغي بناء قناة أمريكية عبر نيكاراجوا ما لم يكن الفرنسيين على استعداد لبيع ممتلكاتهم مقابل 40 مليون دولار وقد اصبحت التوصيات قانونا في 28 يونيو 1902.
تدمير السفينة الحربية الامريكية (USS MARINE)
الرئيس الأمريكي/ روزفلت ، كان على قناعة تامة بأن وجود قناة في أمريكا الوسطى تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية مصلحة
استراتيجية للبلاد، لاقت تلك الفكرة قبولا واسعا بعد تدمير السفينة الحربية الامريكية (USS MARINE)، في 15 فبراير 1998 بموجب قانون (SPOONER) الصادر في 28 يونيو عام 1902 تم السماح بشراء الأراضي والمعدات التي تمتلكها فرنسا مقابل 40 مليون دولار.
استقلال بنما عن كولومبيا
عام 1903 تم التوقيع على معاهدة (Hay-Herran) من قبل الدولتين، لكن مجلس الشيوخ الكولمبي لم يقوم بالتصديق على المعاهدة، ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية المتمردون البنميون ضد كولومبيا للانفصال، وأعلنت بنما استقلالها في 3 نوفمبر عام 1903 اعطي البنميون المنتصرون الولايات المتحدة السيطرة على منطقة قناة بنما في 23 فبراير عام 1904 بمبلغ 10 مليون دولار وفقا لمعاهدة (Hay- Bunu-Varill) التي وقعت في 18 نوفمبر عام 1903.
بداية العمل في قناة بنما من جانب الولايات المتحدة الأمريكية
دور الرئيس ثيودور روزفلت
ارسل الرئيس الأمريكي/ روزفلت، في أواخر عام 1905 فريقا من المهندسين لبحث المزايا النسبية لكلا النوعين من حيث الوقت والتكلفة ،على الرغم من أن ثمانية من المهندسين صوتو لقناة مستوى سطح البحر مقابل خمسة لقناة الاقفال (الاهوسة) لكن التقرير الذي قدمه جون فرانك ستيفز المسؤول عن أعمال الحفر في ذلك الوقت ساهم في إقناع الرئيس روزفلت بمزايا قناة الاقفال ووافق عليها الكونجرس لاحقا، في نوفمبر عام 1906 زار روزفلت بنما لتفقد تقدم الأعمال في قناة بنما وكانت اول رحلة خارج الولايات المتحدة له.
![]() |
أقفال قناة بنما في الوقت الحالي |
افتتاح قناة بنما عام 1914
شاهد أيضاً
الفرق بين أبعاد قناتي بنما القديمة والجديدة
Comments 2