خليج غاسكونيا أو بحر الكرانتيك أو كما يعرف باسم خليج البسكاي، هو أحد الخلجان التي يمكن القول بأنها تتعامل بقسوة ووحشية مع غالبية السفن التي تقوم بالإبحار عبره، أدي سوء الطقس والظروف المناخية في الخليج إلي فقد الكثير حياتهم وتلف العديد من السفن والبضائع جراء عبور ذلك الخليج.
أين يقع خليج بسكاي؟
يقع خليج بسكاي شمال مقاطعة بيسكاي بإسبانيا على بحر سلتيك، وتحديدًا في الشمال الشرقي للمحيط الأطلنطي؛ حيث يوجد بين الساحل الشمالي لدولة أسبانيا والساحل الغربي لدولة فرنسا.

تبلغ مساحة خليج بسكاي 86 ألف ميل مربع تقريبًا ويظهر على شكل مثلث يحتل مساحة واسعة في شمال المحيط الأطلنطي.
تتميز مياه الخليج بأنها عميقة حيث يبلغ متوسط عمق الخليج 1745 مترًا ويبلغ أقصى عمق 2790 مترًا وتمتد أجزاء من الجرف القاري إلى الخليج ، مما يؤدي إلى وجود مياه ضحلة إلى حد ما في بعض الأماكن.
الظروف المناخية الصعبة في خليج بسكاي
منطقة خليج بسكاي من أكثر المناطق التي تتعرض لظروف مناخية قاسية؛ حيث تهب عليها العواصف الرعدية الشديدة أغلب أشهر الشتاء ما جعل خليج بسكاي يتميز بطبيعته القاسية، والتي خلفت ورائها الكثير والكثير من الحوادث التي تعرضت لها السفن العابرة في مياه الخليج.
الطقس في خليج بسكاي يمكن وصفه بأنه طقس حاد وقاسي تسيطر عليه العواصف الشديدة، والكتل الهوائية الباردة، وارتفاع مستوى الضبابية، التي تسيطر على الركن الجنوب الغربي من مدخل الخليج.
يتأثر المناخ في خليج بسكاي بمناخ المحيط الأطلنطي، وخاصة حركة الرياح التي تنتج دورانات مائية في نفس اتجاه عقارب الساعة، والتي تؤثر بشكل قوي على مياه الخليج وتكون تيارات مماثلة.

مع دوران المياه بهذا الشكل العنيف تتكون الأمواج العالية، والتي تعلو بشكل غير طبيعي داخل الخليج، الأمر الذي يزيده رهبة؛ حيث تشكل تلك الأمواج أكبر فزاعة للسفن والبواخر المارة بالخليج.
كيف أثر مناخ خليج بسكاي على حركة السفن المارة به؟
من الطبيعي أن تتأثر حركة السفن بطبيعة المناخ الذي يسيطر على منطقة خليج بسكاي، وتأثير هذا المناخ على حركة المياه داخل الخليج جعلته يوصف بأنه الأشد قسوة، حيث تقف السفن المارة عاجزة أمام قوة أمواجه، وتتعرض للخطر الذي يصل إلى حد التحطيم والتحول إلى حطام.
من الجدير بالذكر، أن المركز الوطني لعلوم المحيطات يصدر الكثير من التعليمات التي تحذر من حالات غرق السفن وتحطيمها وقت مرورها بمثلث خليج بسكاي، وقدم المركز شرح وافي لما يحدث في تلك المنطقة وذلك على النحو التالي:
تهب الرياح من أمريكا لتصل إلى أوروبا وتزيد معها حركة الرياح خلال رحلة انتقالها من الغرب إلى الشرق.
إذا كان هناك سفينة تبحر على بعد 100 ميل سيشعر من بالسفينة بحركة الأمواج الشديدة وكذلك يشعربزيادة حدتها شيئًا فشيئًا، لكنها تقل في حدتها وتتحول إلى أمواج متقطعة فور اصطدامها بالجرف القاري.
يؤكد المركز أيضًا على أن الطقس السئ والذي يجب توخي الحذر منه يزداد سوءًا خاصة في فصل الشتاء، الأمر الذي يدمر العديد من السفن المارة بخليج بسكاي، إلا أن قسوة وهياج الخليج يقل تدريجيًا بقدوم فصل الربيع وكذلك مع بدايات فصل الصيف.
على الرغم من تحسن أحوال خليج بسكاي المناخية في الربيع والصيف، إلا أن المنطقة تظل تعاني من الغيمات وبرودة الجو والضبابية على مدار العام.

معلومات هامة عن خليج بسكاي
من المهم العلم بأن خليج بسكاي هو أحد أغرب وأصعب الخلجان التي يعاني البحارة من صعوبة الإبحار بها، ومن أهم المعلومات التي يمكن أن نذكرها عن خليج بسكاي:
يمتلك خليج بسكاي العديد من الموانئ، ومن تلك الموانئ:
موانئ في فرنسا:
- ميناء برست
- ميناء نانت
- ميناء لاروشيل
- ميناء بوردو
- ميناء بايون
موانئ في أسبانيا:
- ميناء بلباو
- ميناء سانتاندير
- ميناء خيخون
- ميناء أفليس
ذاع صيت خليج بسكاي بين البحارة بأنه الأكثر عنفًا وقسوة وتحطيمًا للسفن العابرة من خلاله؛ لذلك يفضل الكثير من البحارة الهروب إلى النهر الفرنسي؛ للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي النجاة من عنف الإبحار في خليج بسكاي.
خلال الحرب العالمية الثانية
أثناء الحرب العالمية الثانية سيطرت الغواصات الألمانية على خليج البسكاي، وقامت بتدمير السفن التي تقوم بعبور الخليج، وأشارت التقارير إلى غرق العديد من السفن البريطانية والأمريكية التي دخلت إلى مياه الخليج كان هناك قرابة 15000 ضحية و 5000 سفينة غرقت.
على الرغم من المخاطر التي كانت تواجهه السفن، لكن لم يكن لديهم أي خيار سوى المضي قدماً في الخليج للوصول والإمدادات وكذلك القوات إلى فرنسا.
أشهر الكائنات البحرية في خليج بسكاي
يشتهر خليج بسكاي بوجود أنواع مختلفة من الحيتان والدلافين؛ حيث تشتهر منطقة الجرف القاري بوجود أكبر منطقة لاكتشاف الحيتان ذات الأحجام الضخمة وسط المياه العميقة.
هناك العديد من الطيور البحرية التي يمكن رؤيتها في خليج بسكاى؛ حيث عثر على نوع من أنواع الطحالب يسمى Colpomenia Peregrina كان اكتشفه لأول مرة سنة 1906.
لازالت السفن حتي يومنا هذا تواجه العديد من الكوارث أثناء عبورهاخليج بسكاي على الرغم من تطور المحركات وزيادة قدرتها؛ لمواجهة قسوة أمواج الخليج، الأمر الذي قلل حجم الخسائر في الأرواح والسفن والبضائع، والتي كانت تفقد بين طيات أمواج بسكاي؛ ليبقى خليج بسكاي الأشد قسوة بين خلجان العالم منذ العصر القديم وحتى وقتنا الحالي.
شاهد أيضاً خليج مالوز مقبرة السفن الأمريكية