بواسطة هاتفك المحمول يمكنك رؤية مقبرة السفن الأمريكية أو أسطول الأشباح كما يطلق عليه في خليج مالوز، كل ما عليك فعله هو فتح الخرائط في تطبيق جوجل ماب والبحث عن خليج مالوز (Mallows Bay) لكي تشاهد مواقع السفن الغارقة في الخليج.
![]() |
حطام السفن |
أين يوجد خليج مالوز؟
خليج مالوز هو خليج صغير في نهر بوتوماك في مقاطعة تشارلز بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، على مسافة 40 ميل من واشنطن العاصمة، يعتبر الخليج موقع أكبرأسطول حطام من السفن في نصف الكرة الغربي ، ويوصف بأنه مقبرة السفن لأنه يحتوي على مايقارب من 200 سفينة شحن غارقة.
قصة السفن الغارقة بخليج مالوز
عندما اندلعت أحداث الحرب العالمية الأولى في عام 1914 لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الصراع إلا في السادس من أبريل من عام 1917، بحلول ذلك الوقت كانت القوات البحرية الالمانية تدمر السفن التجارية في العالم بمعدل غير مسبوق يتجاوز الـ 200 سفينة في الشهر ومع دخول الولايات المتحدة الحرب أنشأ مجلس الشحن الأمريكي هيئة أسطول الطوارئ لزيادة إنتاج السفن لتلبية متطلبات الحرب.
مرحلة بناء أسطول السفن
وضعت هيئة أسطول الطوارئ خطة طموحة لبناء السفن الحديدية والخشبية على عجل لدعم المجهود الحربي، وقد تم اختيار 40 ترسانة بناء سفن في 17 ولاية أمريكية، صُممت البواخر الخشبية لتكون نواة أسطول تجاري يمكن استخدامه سريعا باحتياطات الأخشاب الكبيرة في الولايات المتحدة لكن التأخير والنقص حالا دون وصول افضل الاخشاب وكانات ترسانات بناء السفن تعاني من النقص في الأفراد والالتزام بدفع الأجور والعديد من الصعوبات.
تسليم السفن
بحلول نهاية الحرب تم تسليم 98 سفينة فقط من أصل 734 سفينة تم طلبهم وكان منهم 76 سفينة فقط تستطيع ان تحمل بضائع
جميعهم بهم اعطال ميكانيكية وعيوب في البناء ولم يبحر أي منهم الى أي ميناء اوربي، بعد نهاية الحرب تم تعيين لجنة لبيع السفن
الغير مكتملة البناء وقد تكلف الولايات المتحدة مايقارب الـ 300 مليون دولار لبناء هذه السفن وتم بيعها خردة ب 750 الف دولار.
حرق السفن في خليج مالوز
قامت شركة ويسترن مارين المتواجدة في ولاية فرجينيا (Western Marine & Salvage Company in Alexandria, Virginia) بشراء غالبية السفن ونقلتهم إلى نهر بوتوماك، متوقعة ان تربح 10 آلاف دولار عن كل سفينة من بيع الخردة واخذت الخردة من معدات وقطع معدنية وتبقي الهيكل الخشبي، قامت بنقل بدن السفن (الهيكل الخشبي) إلى خليج مالوز ليتم حرقه وفي نوفمبر عام 1925 تم حرق 31 سفينة ويعد ذلك أكبر تدمير في التاريخ للسفن في يوم واحد.
![]() |
حطام أحد السفن |
بحلول عام 1931 كانت الشركة قد نقلت 169 هيكلا إلى خليج مالوز، ولكن الكساد العظيم وما نتج عن ذلك من انخفاض في قيمة الخردة دفعت الشركة للتخلي عن السفن في خليج مالوز.
خليج مالوز الآن
تم إدراج الخليج في عام 2015 منطقة أثرية وتاريخية فيالسجل الوطني للأماكن التاريخية، اصبحت السفن الآن موطنا فريدا من نوعه وتعد نزهة جميلة حيث تختلط الطبيعة بالأحداث التاريخية، السفن أصبحت عبارة عن جزر نمت عليها النباتات وموطنا للطيور والزواحف والاسماك ويعد مكان جميل للسياحة والبحث العلمي ولهواة الاستكشاف.
المصادر
Comments 1