قيادة السفن والملاحة البحرية في عصرنا الحالي أصبحت أكثر سهولة من أي وقت مضى نتيجة التطور الهائل في التكنولوجيا والأجهزة الملاحية، على الرغم من ذلك تظل الملاحة البحرية علمًا دقيقًا محفوفًا بالمخاطر لجميع المعنيين، قد تؤدي الأخطاء الملاحية إلى حوادث كبيرة وأضرار وإصابات وفقدان للحياة.
معظم الحوادث البحرية الكارثية عبر السنين الماضية نتجت من أخطاء ملاحية، من لا يتذكر الجبل الجليدي الذي أغرق تيتانيك، أو الاصطدام الذي أودى بحياة الكثيرين على متن أندريا دوريا، حتى قصة إدموند فيتزجيرالد المنكوبة؛ أخطاء الملاحة حصدت العديد من الأرواح، بخلاف مئات الآلاف وفي بعض الأحيان ملايين الدولارات من أضرار البضائع والممتلكات.
الأسباب الكامنة وراء أخطاء الملاحة كثيرة، لكن من خلال فهم الأسباب الأكثر شيوعًا بشكل أفضل ومحاولة تثقيف أطقم السفن حول ما يمكنهم فعله لتجنبها، قد ينخفض عدد الحوادث البحرية في المستقبل.
أسباب حوادث السفن
إليكم بعض الأخطاء الملاحية الأكثر شيوعًا، وأسباب حدوثها ، وكيفية منعها:
1. الاعتماد المفرط على الرادار
الاعتماد الكلي على الرادار خاصة في الممرات المائية والقنوات، قد يؤدي إلى العديد من التصادمات بين القوارب والسفن ذات الأحجام المختلفة بشكل كبير، مثل بين سفينة شحن وسفينة صيد أو قارب نزهة، في معظم تلك الحوادث، كان العامل الرئيسي هو الاعتماد الكلي على الرادار من قبل السفن الأكبر.
عند التصادم بين السفن ذات الأحجام المختلفة، وُجد أن السفينة الأكبر تبحر بالرادار فقط ولا يتم الاعتماد على المراقبة البصرية لإكتشاف الأهداف، مما يؤدي إلى عدم اكتشاف السفينة الصغري بواسطة الرادار نظرًا لحجمها، وإذا لم يكن هناك من يراقبها بشكل مناسب يمكن أن يؤدي ذلك إلى وقوع حادث.
لذلك يجب على جميع الملاحين القيام بالمراقبة البصرية جنبا إلى جنب مع مراقبة الرادار، حتما ذلك سوف يساعد اكتشاف الأهداف التي قد يفوتها الرادار، ويمنح طاقم القيادة فكرة عامة أفضل عن العقبات التي تواجهه خلال الرحلة، (ناهيك عن مدى سرعة العقل في معالجة المعلومات عن شاشة الرادار).
2. عدم التحقق بصريًا من أهداف الرادار
على نفس المنوال، يتم الوثوق بالرادار في كثير من الأحيان في جميع جوانب الملاحة، ويكون الملاحون مكتفين بالقيم الظاهرية، لا سيما في مناطق حركة المرور الكثيفة أو عند انخفاض مستوى الرؤية، غالبًا ما يُساء تفسير الأهداف التي يتم رؤيتها على الرادار على أنها أصداء زائفة (أو يُفترض أنها مركبات أصغر ستتحرك بعيدًا عن الطريق)، مما يؤدي إلى تصادمات مع أشياء أكثر ثباتًا مثل العوائق الصخرية أو قارب اضطر إلى التوقف والانجراف لسبب ما.
يجب دائمًا التحقق من أهداف الرادار بصريًا، بغض النظر عن مدى ضعف الإشارة التي تصدرها أو ما يتم تفسيره على أنه صدي زائف، يجب التأكد من أي شيء يتم التقاطه على الرادار بواسطة الضابط المناوب لتحديد أفضل طريقة للتعامل مع الموقف.
3. سوء فهم حق الطريق
قواعد منع التصادم واضحة ومعروفة للجميع، يمكن أن تتغير اللوائح المتعلقة بحق الطريق اعتمادًا على الموقف، بشكل عام تتطلب اللوائح اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع الاصطدامات بغض النظر عن من له حق المرور.
يجب على سفن الصيد الثابتة والمراكب الصغيرة (أي شيء يقل طوله عن 20 مترًا و / أو جميع المراكب الشراعية) عدم إعاقة حركة السفن في ممرات المرور الرئيسية، لكن سواء كانت السفينة قريبة من حجمك أم لا، يجب اتخاذ إجراءات تصحيحية من أجل منع الاصطدام في مناطق المرور الرئيسية، حتى إذا كنت تعتقد أن لديك الحق في المرور، فلا تكن عنيدًا في الإبتعاد عن الطريق، إذا كان ذلك يمنع وقوع حادث.
4. الأخطاء في زاوية الدفة
بسيطة كما قد تبدو، تحدث بعض تصادمات السفن ببساطة نتيجة أخطاء زاوية الدفة، قد يؤدي سوء الاتصال بين القبطان ورجل الدفة ( الدومانجي ) إلى تنفيذ أمر خاطئ لزاوية الدفة، أو عدم الإبلاغ عن زاوية الدفة على الإطلاق، وقد ينتج عن ذلك اتجاه غير صحيح للسفينة ويحدث التصادم مع السفن الأخرى أو العوائق القريبة.
يجب مراقبة عن كثب مؤشر زاوية الدفة السفينة واتباع جميع بروتوكولات سلسلة القيادة على السفينة، لمنع حدوث هذه الأخطاء في الإبلاغ والزاوية، أو على الأقل ضمان ضبطها قبل فوات الأوان.
5. الإبلاغ عن الموقع غير الصحيح
تتطلب العديد من لوائح حركة السفن الدولية عمليات تسجيل وصول متكررة للإبلاغ عن الموقع الحالي ووجهة السفر وما إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإبلاغ غير الصحيح عن هذه المواقف، أو عدم الإبلاغ على الإطلاق، إلى حدوث مشكلات مرورية ضخمة في المستقبل، كما أنه يساهم بشكل متكرر في حدوث تصادمات كبيرة بين السفن نتيجة الإبلاغ الخاطئ.
يجب الالتزام الصارم بجميع إرشادات الإبلاغ، والقيام بمراجعتها كلما دعت الحاجة للتأكد من التعامل مع جميع إشارات التردد على (VHF) بشكل مناسب لمنع أكبر عدد ممكن من الحوادث.
هناك العديد من العوامل الأخري التي قد تؤدي إلى وقوع الحوادث بين السفن أو الاصطدام بالعوائق مثل:
- الإرهاق والتعب.
- عدم انتباه ضباط المناوبة وانشغالهم بأمور شخصية أو استخدام الهواتف المحمولة.
- نقص أفراد المناوبة.
- عدم كفاءة أفراد المناوبة.
- عدم صلاحية السفينة للإبحار.
في الختام يجب معرفة أن هناك العديد والعديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى وقوع الحوادث البحرية فعلي الجميع اليقظة وبذل الهمة والجهد من أجل ملاحة آمنة.