حافظت الولايات المتحدة على وجود قوي في محيطات العالم لعقود من الزمان ومستمرة إلى الآن بسبع أساطيل بحرية نشطة حول العالم، حاملات الطائرات كانت بمثابة حجر الزاوية لقوتها البحرية، ولكن ما مدى تعرض هذه السفن لهجوم من عدو بحجم روسيا؟
دائماً ما تكثر التكهنات ويكثر الجدل حول موازين القوى وما إذا كانت روسيا تمتلك القدرة العسكرية على إغراق حاملة طائرات أمريكية أم لا؟ للإجابة على هذا السؤال يجب فهم طبيعة قدرات ودفاعات كلا الجانبين.
تعد حاملات الطائرات الأمريكية من أهم السفن العسكرية وأكثرها كفاءة في العالم فهي مصممة لإبراز القوة والهيمنة، بالإضافة إلي حماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الخارج ومجهزة بأسلحة وأنظمة دفاعية مختلفة ومتطورة، خاصة مع انضمام أحدث أجيال حاملات الطائرات إلى الخدمة من فئة فورد.
تقوم البحرية الأمريكية بتشغيل أسطول من حاملات الطائرات التي تعمل بالمفاعلات النووية، مما يجعلها قادرة على القيام بعمليات مستمرة دون الحاجة إلى التزود بالوقود، تم تجهيز حاملات الطائرات بمجموعة من الأنظمة الدفاعية المتطورة، والإجراءات المضادة الإلكترونية وأنظمة الأسلحة القريبة والتي تم تصميمها لحماية الحاملة من الصواريخ والطائرات القادمة.
من ناحية أخرى، تمتلك روسيا قوة بحرية أصغر مقارنة بنظيرتها الأمريكية وأيضا عددًا محدودًا من حاملات الطائرات، عند النظر إلي حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف ستجدها لا تعمل بالمفاعلات النووية وليس لديها نفس القدرات الدفاعية مثل تلك الموجودة في حاملات الولايات المتحدة.
على الرغم من ذلك تمتلك روسيا مجموعة من الأسلحة والتقنيات التي يمكن استخدامها لمهاجمة وإغراق حاملة طائرات أمريكية نظريًا.
أحد أهم تلك الخيارات هو استخدام الصواريخ المضادة للسفن، المصممة لاستهداف وتدمير السفن في البحر، تمتلك روسيا عددًا من الأنواع المختلفة من الصواريخ المضادة للسفن في ترسانتها، بما في ذلك P-800 Oniks و 3M-54 Kalibr، والتي يبلغ مداها أكثر من 300 ميل ويمكنها السفر بسرعات تصل إلى 2.5 ماخ.
هناك خيار آخر في جعبة روسيا يتمثل في استخدام الغواصات التي تتسم بالتخفي والتي يصعب اكتشافها، تمتلك روسيا عدة أنواع من الغواصات، بما في ذلك الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية والغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، والتي يمكن استخدامها لاستهداف حاملة طائرات.
مع ذلك، من المهم ملاحظة أن غرق حاملة الطائرات ليس بالمهمة السهلة، فقد تم تصميم هذه السفن لتحمل قدرًا كبيرًا من الضرر وتتم حمايتها بواسطة مجموعة من الأنظمة الدفاعية،أيضا تقوم البحرية الأمريكية بتشغيل أسطول من سفن الدعم، بما في ذلك المدمرات والطرادات المجهزة بأسلحتها وأنظمتها الدفاعية الخاصة بها ومن المرجح أن يتم استدعاؤها للدفاع عن حاملة طائرات في حال وقوع هجوم.
في الختام، على الرغم من قدرة روسيا نظرياً علي إغراق حاملة طائرات أمريكية، لكن ذلك يعد مسعى صعبًا ومحفوفًا بالمخاطر، فحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية من أقوى السفن وأكثرها دفاعًا في العالم مما يضع روسيا أمام تحديات كبيرة في محاولة استهداف وتدمير إحدى هذه السفن.
شاهد أيضاً
هل حاملات الطائرات عفا عليها الزمن؟