حاملات الطائرات هي الدعامة الأساسية للقوات البحرية الحديثة منذ بداية ظهورها في أوائل القرن العشرين من قبل البحرية الملكية البريطانية، اليوم تفتخر البحرية الأمريكية بامتلاكها أكبر عدد من حاملات الطائرات في العالم وأكثرها فعالية، لكن مع ظهور التقنيات الجديدة والطبيعة المتغيرة للحرب، طرح البعض السؤال التالي هل حاملات الطائرات عفا عليها الزمن؟ وهل وما زالت لها دوراً هاماً أم ستكون زائدة عن الحاجة في المستقبل؟
الإجابة على هذا السؤال من قبل الخبراء ليست بالأمر الهين سواءً بنعم أم لا، فعلى الرغم من تقدم التكنولوجيا بسرعة في السنوات الأخيرة وقدرتها على الحد من دور حاملات الطائرات، إلي أنه لا تزال حاملات الطائرات توفر قدرة فريدة على إظهار القوة والتأثير في جميع أنحاء العالم، فهي جزءًا مهمًا من أي أسطول بحري ومن المرجح أن تظل كذلك في المستقبل المنظور.
دعونا نلقي نظرة سريعة على ماهية حاملة الطائرات، وما هي استخداماتها:
حاملة الطائرات هي سفينة حربية كبيرة مصممة لإطلاق واستعادة ودعم عمليات الطائرات في البحر، تمثل حاملات الطائرات القوة والنفوذ عبر محيطات العالم وهي حجر الزاوية في أي أسطول بحري، فهي مجهزة بأسلحة وأجهزة استشعار وأنظمة اتصالات مختلفة، قادرة على حمل مختلف الطائرات بما في ذلك الطائرات المقاتلة والقاذفات والمروحيات والطائرات بدون طيار.
تُستخدم حاملات الطائرات أيضًا لدعم العمليات البحرية، مثل الحرب المضادة للغواصات، وحرب الألغام، وعمليات البحث والإنقاذ، أيضاً توفر منصة للدعم الجوي للقوات البرية ويمكن استخدامها لشن ضربات جوية ضد أهداف العدو.
على الرغم من ظهور التقنيات الجديدة، لا تزال حاملات الطائرات تلعب دوراً هاماً لعدة أسباب:
أولاً، توفر حاملات الطائرات منصة للعمليات الجوية، مما يسمح للقوات البحرية بشن ضربات جوية ضد أهداف العدو.

ثانيًا، توفر حاملات الطائرات منصة للدعم الجوي للقوات البرية، مما يسمح للقوات البحرية بتوفير غطاء جوي للعمليات الأرضية.
أخيرًا، توفر حاملات الطائرات وسيلة للإنتشار السريع، مما يسمح للبحرية بنشر القوات في مواقع بعيدة بسرعة.
على الرغم من الإستخدامات الكثيرة لحاملات الطائرات، فلماذا يستمر طرح السؤال عن كونها قديمة الطراز؟
يعتقد العديد من الخبراء أن حاملات الطائرات قد عفا عليها الزمن بالفعل ولديهم العديد من الأسباب للإعتقاد بذلك، وبعض هذه الأسباب هي:
يُنظر إلى حاملات الطائرات على أنها خطر كبير في العصر الحالي نظرًا لحجمها الكبير وسرعتها البطيئة، مما يجعلها أهدافًا سهلة للعديد من من الأسلحة المتطورة، مثل صواريخ كروز.
تم تصميم تلك النوعية من الصواريخ للتهرب من الإجراءات المضادة، لذلك حتى مع استخدام الأنظمة المضادة للصواريخ، لا تزال حاملات الطائرات معرضة للخطر، نتيجة لذلك إذا نشأ صراع يجب أن تتحرك هذه السفن بعيدًا عن الشاطئ، مما يقلل من فعاليتها الإجمالية.

تكلفة بناء حاملات الطائرات مرتفعة للغاية، بلغت تكلفة بناء أول حاملة طائرات من فئة فورد حوالي 13 مليار دولار (بخلاف نفقات البحث والتطوير)، وتبلغ تكلفة فئة نيميتز الجيل الأقدم من حاملات الطائرات الأمريكية حوالي 9 مليارات دولار، لذلك لا يتم استخدامها بشكل عام لعمليات صغيرة لأنها تكلفة أكبر، ويتم المخاطرة بسفينة أصغر في موقف لا يستحق فيه المخاطرة بمجموعة ناقلة كاملة.
أصبح استخدام الطائرات المسيرة (UAVs) أو الطائرات بدون طيار أكثر أهمية، تم تصميم حاملات الطائرات لاستيعاب الطائرات المأهولة، ولكن يمكن تكييفها لإيواء الطائرات بدون طيار؛ لكن الأفضل إنشاء سفن أصغر وأكثر فعالية من حيث التكلفة وخفية وأكثر كفاءة مصممة خصيصًا لعمليات الطائرات بدون طيار.
يتطلب تشغيل حاملات الطائرات قوة عاملة ضخمة عادة ما يزيد عدد أفراد الطاقم عن 3000 بحار، مما يعني تكاليف إضافية للرواتب والمعاشات التقاعدية وغيرها من المزايا المماثلة، قد تكون الأتمتة قادرة على تحقيق نفس الأهداف العسكرية مع عدد أقل بكثير من الموظفين ونفقات أقل.
هنا نعود إلى إجابة سؤالنا هل ستصبح حاملات الطائرات بلا فائدة في المستقبل؟
من الواضح أن حاملات الطائرات لا تزال أداة قوية ومهمة في الحرب الحديثة، على الرغم من تكلفة البناء والصيانة، الا أنها توفر قدرة فريدة على إبراز القوة الجوية على مساحة واسعة وهي جزء مهم من القوة البحرية للدولة.
مع تقدم التكنولوجيا، قد تحتاج حاملات الطائرات إلى التكيف والتطور لتبقى ذات صلة، ولكن من غير المرجح أن تصبح قديمة في أي وقت قريب.
Comments 1