صناعة النقل البحري تعد واحدة من أكبر الصناعات في عالمنا اليوم، قد يظن البعض أن السفن تبحر في أعماق البحار والمحيطات في مأمن من أي تهديد ولاتواجه سوي المخاطر والمعوقات الملاحية وأن صناعة النقل البحري لاتواجه أي تحديات، ذلك مايعتقده الكثير من الأشخاص غافلين عن مخاطر عديدة أصبحت تتوحش يوما بعد يوم في عالم مادي مليئ بالصراعات وجد ضالته في صناعة النقل البحري، تهديدات أمنية متنوعة باتت تواجه السفن والتجارة العالمية مضيفة لها أعباءاً جديدة، ولضمان استمرارعمليات الملاحة البحرية بأمان أصبح الأمر يتطلب جهدًا دؤوبًا مع التحلي بالمعرفة واليقظة حتى يستمر تتدفق التجارة الدولية في الوقت المناسب.
![]() |
اجراءات التفتيش علي السفن |
ماهو الأمن البحري؟
“الأمن البحري” ما هو سوى مصطلح عام لحماية السفن من التهديدات الداخلية والخارجية المختلفة التي قد تتعرض لها، تشمل التهديدات التي تحتاج السفن والعمليات البحرية الحماية منها (الإرهاب والقرصنة والسرقة والاتجار غير المشروع بالسلع والأشخاص والصيد غير المشروع والتلوث).
الإشراف والتفتيش والإجراءات الاستباقية والتدريبات الأمنية من أهم الطرق المتبعة للحد من التهديدات الأمنية الخبيثة والعرضية على حد سواء، لذلك نجد أنه من الأهمية أن تقوم الشركات الملاحية بتثقيف وتدريب موظفيها وأفراد طاقمها حتى يستطيعوا مواجهة التهديدات الأمنية.
بعد أحداث “11 سبتمبر” أصبح هناك تركيزاً متزايدا من أجل حماية القطاع البحري من الإرهاب والهجمات المماثلة الأخرى في كل من الموانئ والمياه الدولية، تم تشكيل العديد من المنظمات الحكومية والدولية للمساعدة في وضع معايير ونظم تعمل على تحسين الأمن البحري، نظرًا لأن القطاع البحري واسع جدًا ويجب التعاون بين جميع الأطراف المرتبطة به لوقف التهديدات الأمنية التي قد تحدث، وسوف نستعرض معا في السطور القادمةبعض من التهديدات الأمنية الشائعة.
التهديدات الأمنية الشائعة
1- السرقة
عند نقل سلع وبضائع ثمينة توجد أحيانًا محاولات على المستوى المحلي لسرقة هذه البضائع من السفن، لذلك يجب على ضباط أمن السفن أن يكونوا يقظين في كل من الموانئ والبحر المفتوح، للتأكد من أن البضائع القيمة والحساسة آمنة.
2- التعدي(التسلل ودخول السفينة)
يجب على ضباط أمن السفن عند تواجدهم في الموانئ التأكد من عدم صعود أي فرد غير مصرح له بالصعود على السفينة، حيث يمكن للمتعدي العبث بالبضائع وغيرها من المعدات الحساسة أو الأجهزة الإلكترونية، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في البحر.
3- التهديدات الإرهابية
أدت التطورات الحديثة في الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات اللوجستية التجارية الدولية إلى زيادة النطاق والسبل المفتوحة للإرهابيين،حيث يحاول المجرمون أحيانًا استخدام قنوات الشحن البحري لنقل الأسلحة والمواد الخطرة.
يستخدم الإرهابيون طرق النقل البحري لأنهم يستطيعون نقل البضائع وحتى الأشخاص للنهوض بقضيتهم، تعد صناعة الشحن البحري هدف رئيسي للإضرار بالأمن العالمي والسياسي والاقتصادي، فضلاً عن سلامة المواطنين.
يجب أن يكون ضباط أمن السفن يقظين وعلى دراية كاملة بالطرق التي يمكن للإرهابيين استخدامها للهجوم وبذل كل ما في وسعهم لحماية سفنهم والموانئ المتواجدون بها من تلك الأنواع من التهديدات.
4- التجارة الغير مشروعة
من الآثار الجانبية لزيادة التجارة البحرية والعولمة الاقتصادية أنها تسهل انتشار الجريمة العابرة للحدود، يعتبر الإتجار بالمخدرات والأسلحة والأشخاص من الأعمال التجارية المنتشرة بالفعل، والشحن البحري هو وسيلة نقل أساسية لها.
عند النظر إلي منظمات الجريمة المنظمة نجدها تستخدم صناعة النقل البحري لنقل كميات كبيرة من منتجاتها، فالأمر ليس بعيد عن مسامعنا الأخباردائماً تنوه عن عمليات ضبط واسعة النطاق للمخدرات على مر السنين، الأمر لا يقتصر فقط علي تهريب المخدرات فحسب بل هناك أيضًا الأسلحة النارية وغيرها من التقنيات غير القانونية التي تجلب ثمناً باهظاً في السوق السوداء.
الجرائم الدولية لن تختفي في المستقبل القريب بل قد تتزايد مع احتدام الصراعات والنزاعات وتزايد معدلات الفقر والبطالة حول العالم، لذلك يجب أن يساعد الأمن البحري في تقليل انتشار تلك الجرائم، فكلما زاد عدد البضائع غير القانونية التي تمكنت صناعة الشحن من ضبطها وتوقيفها عند المصدر سوف يقل الضرر الذي كان سيحدث في حال وصولها الي وجهتها، لذا يجب إبقاء المنتجات والأسلحة غير المشروعة بعيدة عن أيدي المجرمين.
5- القرصنة
قد يظن البعض أن القرصنة مصطلح عفي عليه الزمن، لكن السفن الكبيرة التي تحمل شحنات تقدر بملايين الدولارات لا تزال تغري المجرمين لمهاجمة السفن، القراصنة والمجرمين اليوم منظمين بشكل جيد ومجهزين باتصالات ومعدات متطورة.
يمكن أن يساعد التدريب والخبرة الوافرة في مجال الأمن البحري أفراد الطاقم في الاستعداد لهجوم القراصنة والتعامل معه بأمان.
6- الإتجار بالبشر
يعتبر الاتجار بالبشر من القضايا الرئيسية الأخرى التي تواجه الأمن البحري الدولي، كانت الهجرة غير الشرعية موجودة في القطاع البحري لفترة طويلة سواء كان ذلك من أشخاصًا يفرون من الاضطرابات السياسية أو ممن يتطلعون إلى مستقبل مادي أفضل في بلد آخر.
من الصعب على الصناعة البحرية ضبط كل أشكال الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، ولكن تقنيات الأمن البحري المناسبة تساعد في تقليل المشكلة.
7- الأضرار البيئية
نظرًا لأن العمليات التجارية واسعة النطاق تحدث في المحيطات واعماق البحار، فستكون هناك حتمًا حوادث تضر بالبيئة، مهمة ضباط الأمن البحري هي المساعدة في ضمان أن عمليات سفنهم تحافظ علي البيئة من الأضرار.
التهديدات الأمنية المستقبلية في الصناعة البحرية
الأمن السيبراني“ لا يمكن إنكار أن الصناعة البحرية تتطور ومع المزيد من العمليات التي تتم آليًا يمكن لمجرمي الإنترنت اختراق الأنظمة الإلكترونية التي تتحكم في السفن وأيضا البيانات القيمة التي تحتفظ بها الشركات الملاحية والتي يمكن للمجرمين استغلالها بما في ذلك معلومات الشحن وتفاصيل الموظفين، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة ومكلفة.
في الختام مع تطور التكنولوجيا، سيحتاج الأمن البحري والبروتوكولات إلى التغيير أيضًا، جنبًا إلى جنب مع تطوير الإطار القانوني المطلوب لدعم طرق الشحن الجديدة.