البحث لايزال مستمرا عن إيجاد وقود بديل للوقود التقليدي ومتوافق مع متطلبات المنظمة البحرية البيئية لكي يتم استخدامه في تسيير المحركات البحرية، ومن أهم تلك البدائل المطروحة “وقود الميثانول” حيث أصدر فريق عمل مركز “دروي” للبحوث البحرية مقالا مفصلا عن رؤيتهم المستقبلية حول وقود الميثانول ومدى جدواه كأحد البدائل المقترحة وذلك ما سوف نتناوله معا في السطور التالية.
![]() |
محركات السفينة |
أشار التقرير‘‘ إلي أن الميثانول يعد بديلاً مثاليا للوقود البحري التقليدي نظرًا لقدرته على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مع سهولة التعامل معه حيث أنه لا يعاني من أي مشاكل تتعلق بالسلامة التشغيلية ومتوافق بشكل عام مع معظم أنواع المحركات.
وأضاف التقرير‘‘ إلي أن توافر الميثانول هو أحد النقاط الهامة التي ميزته لإستخدامه كوقود بحري ، حيث أنه مادة أساسية للبتروكيماويات المستخدمة على نطاق واسع وموجودة في مئات الموانئ في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى سهولة تحويل سفن إمداد الوقود التقليدي وصهاريج التخزين التقليدية إلى صهاريج صالحة لنقل الميثانول وتخزينه، ويعد الميثانول أكثر السلع الكيميائية التي يتم شحنها على نطاق واسع في العالم ، حيث تم شحن قرابة 26.7 مليون طن من الميثانول عام 2017 ، وفقًا “لكلاركس بلاتو”.
الخصائص الفنية للميثانول
يشترك الميثانول مع الغاز الطبيعي المسال في نفس خصائص نقطة الوميض المنخفضة، ولكن على عكس الغاز الطبيعي المسال (الذي يتطلب التبريد والضغط العالي) ، يمكن تخزين الميثانول في خزان عادي مع بعض التعديلات البسيطة.
تتمتع صناعة الشحن البحري بخبرة واسعة في التعامل مع الميثانول كما أن تكلفة تحويل المحركات الحالية للعمل على الميثانول أقل بكثير من تكلفة تحويلات الوقود البديل الأخرى، ومن المتوقع أن يكون سعروقود الميثانول منافسًا لـ VLSFO بين عامي 2025 و 2050 .
بالنظر إلى الانبعاثات الضارة الناتجة من الوقود التقليدي سنجد أن الميثانول خالي من انبعاثات أكاسيد النيتروجين والكبريت بالإضافة إلي أن انبعاثات الجسيمات”PM EMISSION” منخفض للغاية ويوضح الجدول التالي الانبعاثات الضارة التي يتجنبها الوقود المستخدم.
![]() |
Image source Drewry maritime research |
يجب الوضع في الإعتبار أن الأنواع المختلفة من الميثانول مثل الميثانول الحيوي والميثانول الكهربائي يسوف يساعدا مالكي السفن ويعطيهم خيارات متنوعة لتلبية أهداف انبعاثات غازات الدفيئة المقرة من قبل المنظمة البحرية الدولية “IMO-2050” باستثمارات ضئيلة تقريبًا، حيث يتم إنتاج الميثانول الحيوي من النفايات بينما يتم إنتاج الميثانول الكهربائي عن طريق احتجاز الكربون وتخزينه وهي أحد الطرق التي تعد عاملاً رئيسيًا في الحملات الأخيرة المستخدمة لتقليل انبعاثات السيارات.
السفن التي تعمل بوقود الميثانول
تعد شركة “Waterfront Shipping” وهي شركة تابعة لشركة “Methanex” أول شركة تعمل سفنها بالوقود المزدوج وتقوم باستخدام الميثانول ولا تزال توسع أسطولها الذي يعمل بوقود الميثانول حيث تضم الأن ثمانية ناقلات بترول و11 سفينة تجارية أخري جميعهم يعمل بوقود الميثانول.
شهد عام 2019 مشروع مشترك بين “Proman Shipping AG” و “Stena Bulk AB” حيث تم طلب ناقلتي بترول تعملان بوقود الميثانول وبحلول عام 2020 أضافتا ناقلتين أخرتين مما يعكس ثقتهم في الميثانول كوقود بحري.
علي صعيد اخر أعلنت شركة ميرسك أنها ستطلق “أول سفينة خالية من الكربون في العالم” بحلول عام 2023 والتي ستستخدم الميثانول كوقود أساسي لها، وستكون جميع سفنها المستقبلية عبارة عن سفن ذات وقود مزدوج يلعب الميثانول دورًا رئيسيًا فيه.
أيضا في شهر مارس الماضي وقعت شركة “Eastern Pacific Shipping” أيضًا على مذكرة تفاهم مع محركات “MAN” لتحويل سفنها إلى محركات ميثانول مزدوجة الوقود.
باختصار ، يتوقع خبراء “Drewry” أن نصف السفن المطلوبة بعد عام 2025 سيكون لديها محركات مزدوجة الوقود مع وجود نسبة كبيرة من تلك السفن تستخدم الميثانول كوقود بحري، ويعتقدون أن الميثانول سيكون أحد أنواع الوقود الانتقالي لقيادة القطاع البحري نحو خيارات خالية من الانبعاثات مثل الهيدروجين أو الأمونيا الخضراء أو حتى الطاقة الشمسية.
على هذا النحو سيكون الميثانول المتجدد أحد أنواع الوقود التي ستساعد القطاع البحري على تحقيق أهداف انبعاثات الكربون لعام 2050 الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية.
المصادر
لزيارة المقال الأصلي من هنا