أوقات عصيبة تمر بها صناعة النقل البحري في مصر لعلها جرس إنذار للمعنيين بتلك الصناعة والقائمين عليها، بداية الشرر مع جنوح السفينة البنمية “إيفر جيفين” نهاية بغرق سفينة الخدمات البترولية “انسبكتا7”.
![]() |
ربان يسري سلطان |
مرت ليلة الثلاثاء الماضي مسرعة كعادة ليالي الصيف الدافئة علي جموع أطياف الشعب المصري لكنها مرت ثقيلة على آخرين ينتظرهم المجهول في وسط مياه البحر لايسمعون سوى صفير الرياح وتلاطم الأمواج وتتعالى صرخاتهم ولا من مجيب ليس هناك وقت لوداع الأحبة ولا نظرة فراق أخيرة ولا مفر من قضاء الله و قدره، فالماء يتسلل مسرعا إلى سفينتهم ويحاصرهم كما يحاصر الصياد فريسته لايوجد لهم طريق للنجاة سوى ترك سفينتهم لمصيرها المحتوم في قاع البحر لحظات مرت كالدهر على طاقم السفينة “انسبكتا7”.
![]() |
مهندس بحري عادل نصار |
وسط غياب إعلامي حقيقي عن المشهد كعادة الحوادث البحرية التي لا تشغل حيزا من الإهتمام الإعلامي كحوادث القطارات واخبار الفنانين والفنانات مشهد عبثي بإمتياز كما هو متوقع فلولا صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمجتمع البحري لمر الخبر مرور الكرام دون أن ينتبه إليه أحد سوي أسر الضحايا، لايوجد مركز إعلامي بحري يوضح حقيقة ما يحدث اخبار متداولة لا نعرف مدى دقتها منذ فقدان المهندس عادل نصار اخبار تتنبأ بوفاته وأخرى تفيد بنجاته والجميع حائر بين ذلك وذاك لحظات عصيبة مرت على أحبائه فما بالكم بأهله وأبنائه.
حتى لحظتنا تلك لا أحد يعرف سبب وفاة القبطان “يسري سلطان” رحمة الله عليه قبطان السفينة سوى حديث عن أنه قرر الايغادر السفينة قبل أن يتأكد من سلامة طاقمه لكن كيف ومتى وسبب الوفاة لايوجد سوى أخبار متواترة لا نعلم مدى مصداقيتها، أما المهندس “عادل نصار” رحمة الله عليه فقصته عصرت القلوب منذ الإعلان عن فقدانه والوقت يمر ولم يتم العثور عليه والجميع قلق بشأنه، حينها حدثت نفسي متسائلاهل نحن علي أعتاب محاولة نجاة جديدة وقصة هوليودية أخرى أم سيناريو آخر لا أحد يتمناه؟ ولكن مع مرور الوقت اليأس تسرب الي نفسي والكثيرون مثلي بأننا أمام قصة مأساوية ونهاية حزينة أخري ولا أجد سبيلا لتصديق الأخبار المتواترة التي تفيد بأنه قفز إلى الماء ولا أجد إجابة لسؤالي لماذا لم يقفز الى الماء مثله مثل الآخرين؟
الحزن يخيم على الجميع ولا مجال في كلماتنا عن رؤي قد تغير المشهد لأنه لن يتغير فنحن نفتقد الأشخاص الذين يمتلكون احترافية التغيير والتطوير وذلك هو قدرنا، كل ما نتمناه هوأن تحصل أسر الضحايا على تعويضاتهم كاملة ولا يتم التلاعب بهم وإن كان هناك نقابة أو جهة مسؤولة يهمها أمر البحارة أن تكرم أسر الفقيدين التكريم اللائق بهم وتتابع حصولهم علي حقوقهم كاملة، بالنهاية ندعو الله أن يرحم الفقيدين ونحتسبهم عندالله من الشهداء وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان.