حتى تلك اللحظات لم تنتهي ازمة السفينة الجانحة بقناة السويس من يوم 23 مارس الماضي على الرغم من نجاح عمليات الشد وزحزحة السفينة وتحريكها بعيدا عن ضفتي قناة السويس، هناك مرحلة أخرى ننتظرها وهو التحرك الفعلي للسفينة من القناة والتوجه الى منطقة آمنة أو عبور القناة وعودة حركة السفن للملاحة في مجري قناة السويس، علي أقصي تقدير قد يكون غدا بمشيئة الله في حال عدم حدوث مفاجآت لم تكن في الحسبان.
![]() |
ايفر جيفين |
الجميع يترقب ويريد معرفة النتائج المترتبة لتبعات ذلك الحادث وما هي الأسباب التي أدت لتلك الكارثة الإجتهادات كثيرة ولكن يجب أن ننتظر النتائج النهائية لفريق المحققين فهناك إجراءات قانونية كثيرة تنتظر تلك الواقعة وهناك متضررين كثر بداية من ملاك البضائع الموجودة بداخل الحاويات وتأخر استلامهم لبضائعهم في الوقت المحدد نهاية بخسائر قناة السويس جراء غلق المجري الملاحي.
الأمور القانونية معقدة ومتداخلة ومن البداية هيئة قناة السويس التزمت الصمت تجاه التعقيدات القانونية لما بعد الانتهاء من عملية تعويم السفينة الجانحة واعادة تشغيل المجرى الملاحي مرة أخري بأقصى سرعة حتى لا تتفاقم الأزمة فالعالم بأسره يترقب ويعاني والجميع يحبس الأنفاس الخسائر كبيرة للجميع، حتى الماشية لم تسلم من تلك الازمة فهناك بوادر ازمة للحيوانات التي يتم نقلها عبر السفن العالقة بقناة السويس من نفاد الغذاء والماء.
شركات التأمين واندية الحماية والتعويض والشركة المالكة للسفينة أمامهم الكثير من العمل فحتي الان لم يتم الكشف على التلفيات التي تعرض لها بدن السفينة الجانحة وهل تستطيع السفينة الاستمرار في الخدمة بتلك الحالة أم هناك تلفيات ستحتاج الى تدخل سريع وتفريغ الحاويات والتوجه إلى أقرب حوض لإصلاح السفن يستطيع استيعاب تلك السفينة.
العديد من الاسئلة بحاجة الى التوضيح ومنها:
- هل ستسمح الهيئة للسفينة بالمغادرة في حال صلاحيتها للملاحة مع وجود خطابات ضمان بدفع التعويضات اللازمة من قبل ملاك السفينة وشركات التأمين حتى لا تزداد الخسائر اليومية من تعطل السفينة وزيادة غرامات التأخير؟
- هل هناك مطالبات أخرى تتعرض لها السفينة من السفن المتضررة؟
- هل السفينة صالحة للابحار وتستطيع إكمال رحلتها بسلام بعد المغادرة؟
العديد والعديد من الأسئلة يمكننا طرحها ولكن بالنهاية يجب انتظار النتائج الأولية للتحقيقات والتقارير الفنية لبدن السفينة ومسح القاع.
الوضع بالغ التعقيد في حالة السفينة “ايفر جيفين” والخسائر فادحة والمطالبات كثيرة والإنتهاء من تعويمها وفتح المجري الملاحي لقناة السويس ماهو سوى البداية.
الحادثة أكدت بالدليل القاطع أن قناة السويس هي أهم ممر ملاحي في العالم في الوقت الحالي ولايمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال وكل البدائل التي يتم التحدث عنها ليلا ونهارا من قبل المنافسين الاقتصاديين ليس لها جدوى اقتصادية مقارنة بقناة السويس، وذلك يجب أن يدفعنا إلى إعادة النظر في العديد من الأمور الخاصة بالشأن البحري المصري، فعلي الرغم من ثقتي من نجاح هيئة قناة السويس في القريب العاجل من تعويم السفينة وفتح قناة السويس بمشيئة الله يجب الوضع في الاعتبار العديد من النقاط الهامة في أذهاننا بعد تلك الحادثة:
- صناعة السفن مستمرة في التطور ويجب على هيئة قناة السويس وضع ذلك في الاعتبار من توافر أحدث المعدات اللازمة لعلاج لتلك الأزمات.
- التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئات الإشراف والتصنيف العالمية وأندية الحماية والتعويض والهيئات العالمية المختص بوضع سيناريوهات معقدة مع مختلف أنواع السفن لتدريب الأفراد على تلك الحالات وتوفير المعدات اللازمة لكل موقف للإنتهاء منه بأسرع وقت ممكن.
- حان الوقت لوجود جهة مختصة وليس نقابة أو ماشابه لمعرفة الكوادر البحرية المصرية من ربابنة ومهندسين بحريين المتواجدين على متن أساطيل العالم المختلفة وأكبر الشركات الملاحية العالمية وعمل حصر لهم للاستفادة منهم مستقبليا وتنظيم مؤتمرات سنوية للاستفادة من خبراتهم.
- دعوة الى الى انشاء وزارة خاصة بالنقل البحري يعمل بها الكوادر البحرية المصرية ولقد ظهر جليا للقاصي والداني أن مجال النقل البحري من أهم المجالات الاقتصادية في شتى بقاع العالم.
- الاهتمام بالبنية البحرية التحتية والعمل على تواجد بينة بحرية تحتية متطورة تتناسب مع طبيعة السفن العابرة، عند ألي السفينة “ايفر جيفين ” اذا تطلبت أي من أعمال الصيانة للبدن عليها التوجه الي اقرب حوض لإصلاح السفن خارج مصر.
الايام المقبلة تحمل في طياتها الكثيرة لمستقبل شركة ايفر جرين فدعونا نرى ما ستسفر عنه.
Comments 1