تناول بيتر ساند في مقاله المنشور في أخبار Bimco في 24 فبراير السيناريوهات الثلاث المحتملة لتأثير فيروس كورونا على صناعة الشحن البحري خلال الفترة القادمة ، التقرير المنشور أكثر التقارير واقعية عن مستقبل الشحن البحري ،بداية المقال اشارت الى انه عندما تتعطل الصين فإن جميع العالم يصبح مثل الشخص المريض منذ اندلاع ازمة السارس في عام 2003 وضح جليا أن الاقتصاد العالمي مرتبط ارتباط وثيق بالصين ونما الاقتصاد الصيني ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تزامن تفشي فيروس كورونا مع السنة القمرية الجديدة مما أدى إلى استمرار العطلات ومع ذلك تظل أجزاء كبيرة من الصين مغلقة و كل اسبوع تتزايد الأجزاء المغلقة ، سوف يصبح من الصعب الوصول إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي البالغ 6% او علي الاقل سيكون الربع الأول من عام 2020 بمثابة انكماش اقتصادي كبير مقارنة بالفترة الاخيرة ومع تعافي الاقتصاد الصيني تعافي النمو الاقتصادي مرة أخرى ويبدأ الطلب على الشحن في رفع اسعار الشحن عن الركود الحالي.
تزامن انتشار فيروس كورونا في واحدة من أسوأ الأوقات بالنسبة لصناعة النقل البحري التي تكافح حاليا مع تكاليف الوقود الإضافية التي أقرتها المنظمة البحرية الدولية بداية من يناير 2020 باستخدام وقود منخفض الكبريت ، لا يمكن تقدير الآثار المترتبة عن تفشي فيروس كورونا إذا تزايد الأمر عن ما هو مفترض في السيناريوهات التالية .
السيناريوهات المحتملة لازمة فيروس كورونا
السيناريو الاول هو ان يتم احتواء الفيروس بأجزاء كبيرة بنهاية فبراير وان العمال الصينيين سوف يعودون للعمل في اوائل شهر مارس ، مما سيؤدي إلى انتعاش لاحق في التصنيع والانتاج الصناعي وزيادة الطلب على النفط مما سيؤدي إلى ازدهار أسواق الشحن.
السيناريو الثاني المدى المتوسط استمرار الحجر الصحي الواسع النطاق حتى منتصف مارس وهنا سوف تبدأ الأسواق بالتعافي خلال شهري أبريل ومايو علي اقصي تقدير.
السيناريو الثالث المدى البعيد هو الأسوأ تقديرا حيث يستمر انتشار الفيروس إلى نقطة زمنية غير محددة ومع عدم اليقين بالنتائج المتعلقة بهذا السيناريو سيكون من الصعب إجراء تحليلات بعيدة المدى والافضل ان يتم التركيز في الوقت الحالي علي نتائج المستوي الاول والثاني.
تأثير أزمة فيروس كورونا على سفن الحاويات
يرتبط شحن الحاويات ارتباطا وثيقا بالصين مع الممرات التجارية الرئيسية ، الصين اوربا والصين وأمريكا الشمالية ، التي تربط بين قدرات التصنيع في الصين وبقية العالم حاليا تم تعطيل سلسلة الخدمات اللوجستية بأكملها .
1- أوقف العديد من منتجي البضائع المنقوله بالحاويات الانتاج او انهم ينتجون بمستويات أقل .
2- – النقل الداخلي للحاويات بالصين يعاني من نقص هائل بالعمالة تشير الدلائل أنه في بعض المقاطعات لا يقوم بالعمل سوى 30% من السائقين.
لمواجهة أحجام الحاويات المنخفضة قامت العديد من الشركات إلغاء العديد من الرحلات على الخط التجاري بين آسيا وشمال أوروبا ، نجحت عمليات الإبحار بسفن الحاويات فارغة في حماية معدلات النوالين حيث انخفض مؤشر الشحن SCI FI جزئيا نتيجة تأثير فيروس كورونا 93 نقطة وهو انخفاض متواضع مقارنة بحجم الازمة حيث انخفض المؤشر من 981.19 نقطة في 23 يناير إلى 887.72 نقطة في 14 فبراير 2020، ومع ذلك فإن الإبحار فارغا لن يصمد لفترة طويلة سيقوم الفيروس بتشديد قبضته على سوق الحاويات في أماكن مختلفة ، السوق بين الدول الاسيوية اول من يشعر بالضربة القاضية مع انخفاض نقل البضائع شبه المصنعة مثل الاجزاء المستخدمة في صناعة السيارات إلى الشركات المصنعة في الدول الأخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان واذا ابطأ المنتجون الإقليميون الإنتاج بسبب نقص الإمداد ، ستبدأ قريبا عمليات التداول على المدى الطويل في الشعور بالضغط.
هشاشة سلاسل الإمداد
حاليا شركات النقل تحاول التخفيف من تداول الحاويات بالموانئ الصينية واذا استمر الوضع فسوف نرى انقطاع الإمدادات العالمية في متاجر البيع بالتجزئة ، قد يبدأ التصنيع في أوروبا وأمريكا الشمالية في الانخفاض أيضا حيث تعتمد العديد من السلاسل على السلع الصينية نصف المصنعة.
السيناريوهات المتوقعة
في السيناريو الأول سيظل التأثير على الصفقات طويلة المدى غير متأثر إلى حد كبير، بالنظر إلى التدابير الاحترازية المطبقة بالفعل مع العلم بأن شهر فبراير من كل عام يصاحبه انخفاض في معدلات الشحن نظرا للإجازات السنوية المعتادة.
في السيناريو الثاني ستبدأ المزيد من السحب المظلمة في التجمع نظرا لانخفاض أحجام الحاويات الناتجة عن وقف التصنيع الإقليمي فقد يمتد الانقطاع إلى نقص عالمي في الإمدادات بالسلع المصنعة والبضائع المصنعة ، في هذه الحالة يتعين على المصنعين في آسيا وبقية العالم الذين يعتمدون على سلع نصف جاهزة مستوردة من الصين ، أن يخفضوا الإنتاج مؤقتا ، إذا حدث ذلك فستكون أسعار الشحن و ايجار سفن الحاويات تحت ضغط هبوط هائل ، ومع ذلك فإن نطاق تلك التأثيرات سيكون مؤقت ومن المتوقع أن نشهد انتعاشا تدريجيا ظروف السوق العادية بعد تجاوز العاصفة.
لا يزال من الصعب رسم الآثار الأوسع نطاقا بالنظر إلى قلة المعلومات المتاحة لكن أحد الجوانب اصبح واضحا للغاية وهو هشاشة سلاسل الإمداد العالمية ، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين كانت بمثابة الوسيلة لكن ربما فيروس كورونا هو المباراة التي تشعل اعادة الهيكلة وتنوع سلاسل الإمداد العالمية على نطاق أوسع الى دول اسيوية اخرى .
تصاعد الضغط على سوق البضائع الصب السائل الجافة
من المقرر أن تكون شحنات البضائع الصب الجاف هي الأكثر تضررا بالنظر إلى اعتماد القطاع بشدة علي الطلب على الواردات الصينية ، شكلت الصين مايقرب من 35% من جميع واردات البضائع الصب الجاف المنقول بحرا في عام 2019 في السيناريو الأول إذا افترضنا أن الصين تمكنت من احتواء الفيروس بحلول نهاية فبراير وان الانتاج الصناعي بدأ يزداد فإن تأثير الفيروس على سوق البضائع الجاف سوق يكون تأثيره قصير نسبيا في السيناريو الثاني وهو استمرار انتشار الفيروس حتى منتصف شهر مارس ستظل بيئة الشحنات السائبة الجافة بيئة أرباح منخفضة لما تبقى من الربع الأول ، ستبقى مشاريع البناء والمشروعات الصناعية بطيئة حتى منتصف شهر مارس قبل أن ترتفع بشكل تدريجي ، في هذه الحالة ستاتي التحسينات بأرباح البضائع الصب الجاف في شكل انخفاض أسعار الوقود وليس عن طريق زيادة الطلب.
تباطؤ الطلب على النفط أدى انخفاض أسعار شحن الناقلات
وضع فيروس كورونا معدلات شحن الناقلات تحت ضغط هبوط هائل ، انخفضت أرباح ناقلات النفط الخام الكبيرة VLCC من الشحن من دول الخليج إلى الصين من 103052 دولار أمريكي في اليوم خلال 2 يناير الي 18326 دولار أمريكي في اليوم خلال 18 فبراير 2020 ، لم يكن فيروس كورونا هو صاحب التأثير الوحيد على سوق ناقلات النفط في تلك الفترة بل رفع العقوبات المفروضة على ناقلات البترول الصينية العملاقة مما ادى الى دخول أسطول كبير من ناقلات إلى السوق مجددا ، في أعقاب فيروس كورونا تم تعديل توقعات الطلب العالمي على الوقود السائل حيث بلغ معدل الانخفاض إلى 378000 برميل يوميا ومن المتوقع أن يخفض استهلاك الصين من الوقود بمقدار 190000 برميل يوميا واعتمد التعديل على النمو الاقتصادي البطيء وإلغاء الرحلات الجوية مع تخفيض استخدام أنواع وقود النقل الأخرى .
مستقبل ناقلات البترول
ايضا تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاضا قدره 435000 برميل يوميا من الطلب على النفط في الربع الأول ، في السيناريو الأول ستبقى واردات الصين من النفط الخام منخفضة خلال شهر فبراير ولكنها ستستأنف خلال شهر مارس وعلى أقصى تقدير شهر ابريل ستكون أرباح ناقلات النفط تحت رحمة المرض خلال فبراير ومارس ولن تظهر بالضرورة انتعاشة حادة بعد ذلك في السيناريو الثاني ستبقى واردات الصين من النفط الخام منخفضة خلال الفترة المتبقية من الربع الاول قبل ان تصل الى الظروف العادية في الربع الثاني ، نتيجة متطلبات المنظمة البحرية باستخدام وقود نظيف ستكون هوامش الربح مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي سلبية لقد نما أسطول ناقلات النفط الخام بنسبة 6.2 % في عام 2019 وهو المستوى الذي فاق بكثير الطلب مع تباطؤ الطلب في عام 2020 .
في الخلاصة أوضح اندلاع فيروس كورونا الجديد كيف اصبح النقل البحري معتمدا على الاقتصاد الصيني.